يسأل أحد القراء، ما هى القرنية المخروطية وكيف يتم علاجها؟
يجيب الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون مدير مستشفى دنيا العيون قائلا:
تمثل القرنية العدسة المقعرة عالية الشفافية فى مقدمة العين وظيفتها الأساسية تجميع الصورة الساقطة على مركز الإبصار بالشبكية حتى تتمكن من الرؤية وتتكون القرنية من 5 طبقات من الأنسجة الحيوية.
ويدخل فى تكوينها مواد بروتينية وسكرية وألياف منتظمة من مادة الكولاجين مصفوفة فى تناسق تام لتسمح بمرور الموجة الضوئية كاملة بين فراغات الكولاجين بدون أى انكسار أو انعكاس وهذا يمثل إعجازا فى تكوين الخالق.
وتفقد القرنية شفافيتها مما يكون له بالغ الأثر على النظر فى حالات جفاف سطح العين، حيث تقوم الدموع بدور مهم فى انتظام السطح الخلوى للقرنية مما يحافظ على شفافيتها وقد يصيب القرنية بعض الالتهابات الفيروسية مثل فيروس الهربس أو البكتيرية، والتى تتسبب فى عتامات مؤثرة على النظر وقد تصاب القرنية بإصابات حادة أو بعض الأمراض الخلقية والتى تؤثر على شفافيتها وعلى قوة الإبصار.
وفى حالة القرنية المخروطية فإن القرنية تفقد تماسك مادة الكولاجين المكونة لها ويتحول سطحها من الشكل كامل الاستدارة إلى شكل قمع أو مخروط مع ضعف متزايد فى سمك القرنية، مما يؤدى إلى عدم وضوح الرؤية بالنظارة الطبية مع وجود استجماتزم عالى عادة ما يبدأ من سن المراهقة.
والقرنية المخروطية تنتج عن ضعف فى تكوين الأنسجة له صبغة وراثية وقد يحدث فى بعض الحالات بعد عمليات الليزك فى حالات قصر النظر الشديد ضعف فى القرنية مع بروز وعدم استواء سطحها مؤدية إلى نفس شكل القرنية المخروطية.
ويتم تشخيصها عن طريق رسم تضاريس القرنية ومعرفة سمكها عن طريق إجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص وعلاج ومتابعة المرضى وفى الحالات البسيطة من القرنية المخروطية قد تصلح النظارة الطبية فى تحسين الإبصار بدرجة ما.
أما فى الحالات المتوسطة فإن النظارة الطبية لا تصلح ويفضل استخدام العدسات الصلبة أو المنفذة للأكسوجين من العدسات اللينة، حيث تعالج هذه العدسات عدم انتظام سطح القرنية بكفاءة عالية مما ينتج عنه تحسن شديد فى الرؤية.
ومن مشاكل العدسات الصلبة أو المنفذة للأكسوجين الإحساس المبدئى بها كجسم غريب على سطح العين سرعان ما يعتاد المريض عليها مع انتظام استخدامها.
جدير بالذكر أن 80 % من حالات القرنية المخروطية خاصة ما يظهر منها فى سن الـ20 أو ما بعدها تكون حالات مستقرة ولا تتدهور الحالة فى المدى القريب وفى حوالى 20 % من الحالات خاصة ما يظهر منها فى سن المراهقة تتدهور وتحتاج إلى تدخلات لمنع تطور الحالة، وقد اكتشف فى السنوات الأخيرة طريقة علاجية مبتكرة تمنع تدهور المرض لما يعرف باسم تثبيت القرنية.
حيث يقوم الطبيب المعالج باستخدام قطرات مركبة من فيتامين ب2 توضع على سطح العين يتم بعدها تسليط أشعة ضوئية فوق البنفسجية ينتج عنها تماسك طبقة الكولاجين وتقوية نسيج القرنية مما يمنع التدهور لسنوات طويلة بعد التدخل الجراحى.
ومن الوسائل الأخرى لعلاج القرنية المخروطية فى حالة وجود الاستجماتزم من 3: 4 درجات يتم زرع الحلقات فى نسيج القرنية لإصلاح درجات الاستجماتزم مما يساهم فى تحسن النظر.
ومن الوسائل العلاجية الأخرى، زرع العدسات الداخلية والتى شهدت تطورًا كبيرًا لإصلاح درجات قصر النظر والاستجماتزم المصاحبة للقرنية المخروطية، أما فى الحالات المتأخرة والتى يصاحبها عتمات بالقرنية المخروطية مع ضعف شديد بالأنسجة وبروز واضح بالقرنية تستوجب اللجوء إلى جراحات زراعة القرنية والتى شهدت تطورا ملحوظا فى السنوات الخمس الأخيرة من زرع القرنية الكلى.
والتى يتم فيها استبدال قرنية المريض بقرنية بشرية من متبرع متوفى بكامل طبقاتها لا يوجد بها عيوب القرنية المخروطية إلى زرع القرنية الجزئى، حيث يتم استبدال الطبقات السطحية للمريض مع الحفاظ على طبقة الخلايا الضامة الداخلية مما يؤدى إلى تقليل فرص رفض القرنية البشرية المزروعة ويجب على المريض فى حالة زرع القرنية الاهتمام بالمتابعة والالتزام بالأدوية والقطرات.
وإذا حدث رفض للقرنية المزروعة فيستوجب مراجعة الطبيب المعالج فورًا لعلاج الرفض أما فى حالة حدوث عتامات نتيجة الرفض ويفضل فى هذه الحالات استخدام القرنية الصناعية الدائمة كحل دائم لمشاكل الرفض والتى تعتبر طفرة فى جراحات القرنية.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع